مبادئ فى غرفة الانعاش

الأحد، 16 فبراير 2014

الفقير والصقيع


دخل الشتاء وفى يوم قارص البرودة استيقظ الأولاد للذهاب إلى مدارسهم  وكان محمد وهو أصغر الصِبية فى السن لايمتلك من الملبس ما يحميه من لسعة البرد التى تتخلل جسده وأطرافه وتبدو واضحة فى الرعشة التى تجتاحه ....
ذهب للأب والذى يعمل فى النجارة المسلحة وطلب أن يشترى له ملابس تَقِيه شر الشتاء.
سمع الأب تلك الكلمات وكاد قلبه يتمزق من الحزن على ما أصاب ابنه من أسى وهو لا يملك من المال ما يمكنه من شراء ملابس !!!

فما وجد أمامه إلا أن أخذه وذهب إلى أحد باعة الفلافل الطازجة  "الساخنه" .
طلب فطور وهَمَّ بتناوله مع ابنه آملاً أن يقوم الطعام الساخن بتدفئته وتهدِئة رعشته.
وبالفعل بعد أن أتَمَّ الصبى تناول الفطور هدأت رعشته بعض الشئ ولكنها خمدت تماما بعد أن تناول كوب الشاى الذى أحضره له أبوه..
بعدما تناولا الفطور والشاى معا همس الأب الى ابنه :-
- لسه حاسس بالبرد ياابنى ؟
- لأ....
- طب رَوَّح البيت النهارده وبلاش تروح المدرسه.
- حاضر.
عاد إلى البيت وذهب الأب إلى عمله راجيا من الله تعالى أن يوسع رزقه فى ذلك اليوم ليتمكن من تلبية طلب ابنه وراوده صوت داخلى يقول :

( ما بال الأغنياء هل يشعرون بى؟...وكم أصابنى من خيبة أمل وحزن من طلب إبنى !
ليتهم يشكرون الله على ما هداهم من نِعَم وسِعَة فى الرزق ...ولكن هيهااات ...هيهااااااااااااات!!! )

أنهى الأب عمله وعاد مُبتسم سعيد يحمل بيده اليمنى حقيبة تحوى بداخلها  مِعطف سبق إستعماله قد إبتاعه لابنه اليائس من البرد وكأن الله استجاب لدعائه فى الحال فمن غير الله أحَن عليه ؟!! ...
فهو القائل جل شأنه :
"أمَّن يُجيب المُضطر اذا دعاه"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق